روائع مختارة | قطوف إيمانية | التربية الإيمانية | حتى لا تظل الصدقة.. سمكة!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > التربية الإيمانية > حتى لا تظل الصدقة.. سمكة!


  حتى لا تظل الصدقة.. سمكة!
     عدد مرات المشاهدة: 3261        عدد مرات الإرسال: 0

معروف أن للانفاق الخيري في المفهوم الإسلامي عدة صيغ منها الزكاة والصدقة.

والزكاة كما هو معلوم بالضرورة فرض عين تجب على كل قادر وتذهب في أغلبها لبيت مال المسلمين لانفاقه في اوجهه المعلومة.

لكن تبقى الصدقات هي مصدر الانفاق الخيري الحر الذي لا تحده نسبة مئوية ولا يرتبط بأوجه انفاق معينة سلفا. .

ويقوم الخيرون باخراج الصدقات يوميا في كل مكان بالعالم من شرقه إلى غربه، حتى باتت الصدقات مصدر رزق لبعض الناس يعتمدون عليه ولا يتصورون انقطاعه، ومن هنا انطلق معكم. . .
 
إذ إن اختلاف مفهوم الصدقة التي هي تبرع بشكل او بآخر بيننا وبين الآخرين هو ما يجعل صدقاتهم وتبرعاتهم تصب في مصلحة المجتمع الإنساني ككل فيما تظل صدقاتنا وتبرعاتنا في إطار الاستفادة الفردية الآنية من قبيل "كل السمكة وعندما تجوع مرة أخرى عد لتأخذ غيرها" متناسين أصل الحكمة "لا تعطني سمكة ولكن علمني كيف اصطاد".

ومن قبل هذه الحكمة الصينية كانت دعوة رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه لمن جاء متسولا منه ان يذهب فيحتطب ولا يعود الا بعد ان تتغير احواله في الحادثة المعروفة في السيرة النبوية، وعلى الرغم من أن المسألة (التسول) لا تصلح إلا لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع.

كما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا ان اسلوب منح الهبات والتبرعات والصدقات الذي نتبعه في حياتنا اليومية يدل على اننا لم نستوعب الدرس ولم نفهم معنى ان نتبرع وان نعطي، فمعظم المتصدقين يرون ان منح السائل حاجته او يزيد هو اصل التقرب الى الله والكرم والاحسان.

ولكنهم ينسون ان من اعطوه اليوم سيبقى مادا يده محتاجا (أو غير محتاج) الى ان تقوم عليه الساعة، بل يجهلون كيف تتحول صدقاتهم بهذه الطريقة الى وسيلة بطالة وعوز دائم وانكسار وذلة لا تنتهي لمن وافقه ان تظل يده هي السفلى. .
 
وقليلا جدا ما نسمع عن تبرع او صدقة لائقة قدمت لدعم مشروع خيري ضخم يعيل الاسر المحتاجة داخل وخارج البلاد كما يحدث من المتبرعين الغربيين، فحين يقدم مليونير او ملياردير غربي على التبرع يبحث عن طريقة يتحول تبرعه بها الى وسيلة تطوير مجتمعي يعم خيره على منطقة بأسرها.

يساند ابحاث طبية وعلمية، او ينشئ مدرسة وجامعة او يقدم منحاً دراسية او ينشئ مصانع انتاجية، وحتى ان قصد الدعاية والشهرة فلا بأس في هذا فليقصد ما يريد فسيظل هناك ايضا المستفيدون وربما ساهمت هذه الدعاية في دفع غيره للقيام بمثل ما قام هو به، فتعم الفائدة وتتخطى الحدود..
 
اننا بحاجة الى نشر ثقافة الانفاق الخيري القائم على خطط مدروسة تصب في خدمة الفرد والمجتمع الانساني ككل، بحاجة الى ان ينفض فاعلو الخير في امتنا - وهم اغلبية بفضل الله - التراب عن مفهوم العطاء المقطوع ويدخلوا بكل قوى الخير والصلاح داخلهم الى مفهوم الانتاج والعطاء المثمر فإنهم ان فعلوا لن يبقى فقير في امتنا. . ولن تبقى امتنا الأضعف. .
 
الكاتب: سحر الرملاوي
 
المصدر/ صحيفة الرياض